السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اليوم اقدم لكم عن الابيئة و المحافظة عليها
إن الإنسان هو اكثر الكائنات إخلالاً بتوازن الطبيعة ، وهو المسئول عن انقراض أصناف عديدة من الحيوانات وتشويه المناظر الطبيعية . لكن وعي الأخطار التي تتعرض لها الطبيعة أصبحت فيما بعد من اهتمامات علم البيئة ، فالتجارب تجرى اليوم في الحقل الزراعي بغية إعادة التوازن كلما لوحظ أن الخلل بدأ يظهر في ميزان الطبيعة . والمبيدات ( وهي في الغالب من مواد كيميائية ) تستعمل منذ 20 سنة لتصفية الطفيليات من المزروعات ، وتجري اليوم أبحاث من أجل إدخال طفيلية جديدة لمكافحة الأولى ................
ولحماية الطبيعة في منطقة معينة تعمد السلطات العامة إلى استحداث حدائق طبيعية ، أما البحار فتبذل عناية خاصة للحفاظ على كائناتها ، فبمعرفة معمقة لأنظمة الطبيعة وبأعمال وقائية تجري المحاولات لتحاشي انقراض الفصائل الحيوانية ( أسماك ، حيتان ، الخ ... ) ولخلق الشروط الملائمة في استغلال مناسب للثروات المائية ، كذلك أصبحت مكافحة التلوث هدفاً ثابتاً . ويقصد " بالنتاج الملوث " كل ناتج صنعـه الإنسان ويكون مخلاً بالتطور الطبيعي للبيئة ، فالتلوث الذري مثلاً هو خطر للغاية ويمكنه أن يغير مع مرور الزمن بنية العضويات الحية .
إن التلوث الكيميائي يضر بالهواء والماء وحتى بأتربة المناطق المصنعة : ففوق بعض المدن تنعقد قباب ثابتة من الأدخنة وتدفع بالسكان إلى حماية وجوههم كما هو حاصل في طوكيو ، أما تلوث مجاري المياه فله أثره القاتل على الحيوانات والنباتات ، فنهر الراين مثلاً نهر شبه راكد بسبب طرح المياه الملوثة فيه من المصانع المتنوعة .
أما التلوث الحاصل عن الإنتاج النفطي فغاية في الأهمية خصوصاً بالقرب من المرافئ والأقنية المائية : فالحوادث الطارئة على عرض الشواطئ هي أمثلة واضحة كما أن التلوث الحاصل من البقايا الصلبة ( البلاستيك ) يشوه شواطئ عدد كبير من المدن .
فهدف علم البيئة هو إذاً حماية الطبيعة ومن ثم حماية الإنسان لهذا يمكن اعتبار علم البيئة ليس علم الحياة فحسب بل علم البقاء أيضاً .
نظام البيئة :
ليس العالم الحي مجموعة متّسقة الأشكال ، بل ينقسم إلى وحدات تشتمل على ميزات خاصة بها ، ففي العالم الحي تتساكن الحيوانات وتدعى بمصطلح آخر ( المملكة الحيوانية ) والنباتات وتدعى بمصطلح آخر أيضاً ( المملكة النباتية ) فتنتظم في جماعات أو فصائل ويحيا بعضها منعزلاً ، وهذه العضويات تنمو في وسط معين كالبحار والسهول والجبال ولكل وسط خصائصه من حيث الحرارة والرطوبة وطبيعة الأرض ووفرة المياه أو قلتها . ويعالج نظام البيئة العلاقات القائمة بين العضويات الحية والوسط الذي تنمو فيه ، كما يعالج الأنماط التي تتفاعل بها الواحدة منها مع غيرها . وهكذا نجد أن الحياة يكون لها خصائص معينة في بحر تخترقه أشعة الشمس فتصل إلى عمق 2000 متر فلا نجد فيه أنواع الحياة كلها ولا أصناف النباتات بكاملها . وبالمقابل يستطيع الناس أن يغيروا في البيئة التي يسكنونها ، فغرس الأشجار مثلاً يغير درجة حرارة المكان ، وتعطي الأشجار حقلاً أخضر وأرضاً لينة ، فالمجموعة المؤلفة من بيئة معينة وسكان يعيشون فيها نطلق عليها أسم نظام البيئة .
وغنى هذا النظام رهن بقدرته على بذل الطاقة اللازمة لأكبر عدد ممكن من الأجناس ، فكل تغيير أكان من صنع الطبيعة أو كان من صنع الإنسان قد يشكل خطراً على التوازن في حال نمو طاقة الحياة أو نقصانها .
وسائل طبيعية للحفاظ على البيئة :
من بين الوسائل الفعالة لإبادة أصناف الحشرات أو الأعشاب الضارة مكافحتها بواسطة أعدائها الطبيعيين ، هذه الطريقة يفضلها اليوم الأختصاصيون والجمعيات المهتمة بحماية البيئة .
إن كثيراً من أنواع الدعاسق Coccinelle مثلاً تفضل طرائدها اليرقات Pucerons وحشرات المغافير Cochenilles ( حشرات تفتك بالأشجار المثمرة ) فهي حشرات صغيرة ومضرة بالزراعة وهكذا جلبت أستراليا مثلاً دعاسق من صنف معين لمكافحة حشرات المغافير التي تهاجم الحمضيات .
كلنا علماء بيئة :
هناك منظمات عديدة تتحرك لحماية الطبيعة ، وهي محلية ووطنية ودولية أشهرها منظمة بأسم World Wide Life ( WWF) التي اتخذت لها شعاراً حيوان الباندا Panda وهو حيوان يشبه السنّور ويعيش في جبال الهملايا ، وهو نادر وفي طريقه للانقراض . وعلم البيئة لا يختص بالعلماء فحسب بل نستطيع جميعاً أن نسلك هذا السبيل ، أي :
1. أن نحافظ على الطبيعة بتجنب إتلاف الأزهار بدون فائدة ، وبعدم رمي بقايا البلاستيك في الحقول .
2. ألا نتعمـد قتل الحيوانات خصوصاً النافعة منها كالضفادع والقنفذ والحنش ( الثعبان ) .
3. ألا نسيء استعمال مبيدات الحشرات والأعشاب .
4. أن ننخرط في جمعيات الرفق بالطبيعة .