اماراتي
عدد الرسائل : 13 تاريخ التسجيل : 23/02/2007
| موضوع: اخرج منها ياملعون ..... اخر روايه للرئيس الشهيد صدام حسين الأحد فبراير 25, 2007 2:39 pm | |
|
http://arabic.cnn.com/2005/middle_east/5/21/saddam.us/1091611060231513800.jpg_-1_-1.jpg
وصلت هذه الروايه من بغداد وهي على شكل «ملازم» جاهزة للطباعة. وقد حملت الصفحة الاولى منها تأشيرة بخط اليد جاء فيها: «تطبع لطفا» يليها توقيع، ثم تاريخ 18/3/2003، اي ان هذه الرواية اعدت للنشر في الشهر الذي كانت فيه الجيوش والاساطيل الاميركية تستعد لمهاجمة العراق في الحرب التي انتهت الى احتلال العراق ومما يجدر ذكره انه في التحقيقات الاولية التي اجريت مع طارق عزيز نائب رئيس الوزراء في عهدالرئيس الراحل صدام، نسب اليه انه قال: ان صدام كان مشغولا بكتابة روايته عندما كان اطراف التحالف الدولي يعدون العدة لغزو العراق.
كذلك توجد اشارة اخرى عند العنوان بان يكون «خطا» اي ليس مصفوفا بالكومبيوتر. وكروايتيه السابقتين «زبيبة والملك» و«القلعة الحصينة» حملت رواية صدام الثالثة «اخرج منها يا ملعون» عبارة رواية لكاتبها وعلى الصفحة الاخيرة منها وردت العبارة التالية: «ريع هذه الرواية للفقراء واليتامى والمساكين والمحتاجين والاعمال الخيرية». اما سعر النسخة فهو 1500 دينار.
تعيش الشياطين، حسب اعتقاد من يعتقد بذلك، وتفرخ بين أعمدة الخشب في البيوت العتيقة،
حيث تشكل تلك الأعمدة مساند سقوفها، أو بين أعقاب النبات والحطب حيث يخزنان، أو في المغاور، والشعاب، والأكواخ المهجورة، وفي بقايا جدران إرم ذات العماد، التي غضب الله على أهلها فهلك من هلك وهجرها الناس، أو في خرائب بابل، التي هجرها أهلها بعد أن دمرها الفرس،
وفق تدبير تآمر به معهم اليهود الذين جاء بهم نبوخذ نصر أسرى إليها.. أما الآن، فقد تكون موجودة في وسائل الاتصال، وفي شاشات التلفاز، وفي المقتنيات الحديثة، وما يمكن أن تغري به،
أو في عيني امرأة شرهة سوتهما بأصباغ هذا الزمان وفق نزعتها، بعد أن لصقت عليهما عدستين ملونتين تحجبان لون عينيها الأساس، بحيث لا يعرف المرء من خلالهما متى ترغب أو لا ترغب بكل شيء، وأي شيء، مما هو مشروع، أو غير مشروع، ومتى تستحي.. وتستعصم بالله،
فتعز نفسها وأهلها، أو تنزلق في مهاوي الشيطان، فتخزي نفسها وأهلها.. أو في نزعات الرجال عندما يصبون إلى ما لا يرضي الله، وعندما يغضبون ولا يتذكرون أي شيء مما ينبغي أو يجب، إلا ما يناسب هوى أنفسهم وغضبهم..
وهي في كل الأحوال، موجودة حيثما وجد طمع وطامعون، وظلم وظالمون، وشر وأشرار، حتى لتخالها موجودة في سدادة مدفع، أو في خزانة مترعة بمال حرام، أو محرك طائرة، أو زعنفة قنبرة طائرة، أو صاروخ مدمر، أو احتلال اجنبي مغتصب، أو في مغاليق السجون وخلف قضبانها،
حيث تضم في زواياها أبرياء أو أناساً يناضلون ويجاهدون حباً بالله ضد الكفر والظلم، أو يناضلون من أجل الحرية، بل لعلها موجودة في صدور أصحابها، وفي دمائهم، وحتى في نواياهم، والأقلام التي يخطون الباطل بها على الورق، ويهيئون له، أو في ما يضمرون
http://images.google.ae/images?q=tbn:YV0JYdUybUvTRM:http://www.alghad.jo/image.php%3Fid%3D26579 ومع كل هذا، تكيف الشيطان ليكمن في مفرداتها، أو يحرك ما يقتضي ليهيج الشر، وبذلك طور وجوده، وفعله مع تطور قدرة الإنسان ووسائله، فتحول الشيطان من الشكل التشبيهي القديم،
الذي عرف به في رسومات وتخيلات الأقدمين: عينان مسحوبتان عرضا أو طولا، وشعر أشعث منتصب إلى الأعلى فوق رأسه، رافض أن ينسدل مسرّحا مع رقبته، أو متدليا من الرأس على الكتفين، أو حتى وردة الأذن، كما هو الحال في الإنسان،
وصار الشيطان يتخلل الإنسان إلى الحد الذي بات الدراويش، أو المعنيون بالطب الروحي، غير قادرين على إخراجه من جسم من يتخلله عابثاً بروحه، حتى لو رددوا آلاف المرات، وهم يضربون الأرض بعصيهم على مقربة ممن دخله الشيطان، أو حتى على قفاه، وهم يصيحون، بعد أن يقرأوا ما يقرأونه: اخرج منه، أو منها، (يا ملعون).
صار الشيطان كأنه مندمج بالإنسان المناسب لوصفه، بعد أن تخلله، أو صار الإنسان المعني فعلا، من ناحية الصفات والأثر، بوصف يجعله كأنه شيطان، أو أن الشيطان هرب من المكان، بعد أن كثرت أعداد من يقوم بواجبه من البشر، فانزوى بعيداً.
وفي كل الأحوال، بقي الشيطان متخللاً ومستقراً في ضمير، وعقل، وتفكير، وفعل من يقبل ولايته عليه، إلا أنه بقي بعيداً، بعد أن اخفق مع أولئك المحصنين بدروع إيمانهم وعقيدتهم، الذين يرفضون الولاية إلا للرحمن الرحيم والمؤمنين الذين يسعون ويفكرون،
ويتأملون وفق ما يرضي الله، ويتجنبون ما ينهاهم عنه، سبحانه. قبل حوالي ألف وخمسمائة عام، أو نحو ذلك، وبعد ذلك، وإلى حين، كان الناس في العالم كله يعيشون عيشة متواضعة بوجه عام، وكان حجم الخير والشر في صدورهم وأنفسهم، ومن بعدها في تصرفاتهم وعلاقاتهم مع بعضهم، موجوداً، في المكان والمسمى المناسب له..
لكن الخير والشر كانا يعبّران عن نفسيهما وتأثيرهما طبقاً لوسائلهما وقدراتهما آنذاك، لذلك كان الشر متواضعاً أيضاً بالقياس بما هو عليه الآن، إلا أن قدرة الخير كانت أكبر، لأن حجم وعمق تأثير عدد من يحملونه كانا أكبر.. ورغم أن قدرة إقناع من يقتنع به من بني البشر،
كانت متصلة بمستوى حصانة وعي وإيمان هذا أو ذاك من الناس، وقد كان الناس أميين إلا قليلا منهم، فإن جرائم وتأثير من يقنعهم بالشر، بعد أن يغويهم الشيطان، كانت محدودة أيضاً بالقياس بما عليه الأمر الآن.. لكنها كانت موجودة، وكان الشر وأهله، إلى جانب الخير وأهله، موجودين في ذلك الزمان أيضاً.. وكان الله، ربّ العالمين، فوقهما، يرصد كل فعل ويسجله له أو عليه، وعلى هذا، يسجل لكل وفق استحقاقه، ويسجل فعل الشيطان أيضاً.
كان إبراهيم يحكي جانباً من هذا لأيتام أولاده الثلاثة، الذين قتل آباؤهم في غزوات ومنازعات قبلية، وما أكثرها في ذلك الزمان في شبه الجزيرة العربية، الممتدة بين الخليج العربي والبحر الأحمر، وتضم العراق ودول الخليج العربي واليمن.
وشاءت الصدف هكذا، أن يخلّف أبناؤه المقتولون الثلاثة، ثلاثة أولاد ذكور، أي ابناً واحداً لكل منهم، وهم: حسقيل ويوسف ومحمود، وقد نشأ الأولاد الثلاثة في كنف جدهم إبراهيم، وكان الجميع ينادونه (أبتي)، وينادون جدتهم حليمة زوجة إبراهيم (أمي)، أو (أمنا).. ذلك لأن أمهاتهم عدن إلى أهلهن بعد وفاة أزواجهن.
وعندما انتهى من حديثه، كانت إلى جانبه زوجته حليمة، التي تكنى أم الخير، تغزل بمغزلها خيوطاً من الصوف لتعمل لمن اهترأ ثوبه ثوباً جديداً.. وكان البيت الذي يسكنون (يكنّون) فيه بيتاً من الشعر.. عندما كان إبراهيم يحكي، جاءت «سخلة» صغيرة من غنمهم، وحاولت أن تلحس فروة إبراهيم، ومن غير أن يقطع كلامه، كان إبراهيم يشاغلها بيده، ليصدها عن الفروة، بأن يمسح على وجهها، أو يناولها اصبعا من أصابعه، ترضعه (متلهيّة)، مثلما (يتلهّى) الصغار الآن برضاعاتهم الاصطناعية، وعندما يسأله صغيرهم محمود: ـ هل في اصبعك حليب، يا أبتي؟ يقول: ـ لا، الحليب في ضرع أمها، يا بني، لكنها تتلهّى مثلما تتلهّى أنت عندما تركب على حبل مقدم البيت.. فحذار من أن تنكسر رقبتك، إذا هويت إلى الأرض، لكن الفرق بينك وبين السخلة في هذا، أن السخلة تلعب بأصبعي، وهو أمين، لا يؤذيها، بينما إذا ركبت الحبل، قد تقع منه، بعد أن يختل توازنك، وعندها قد تكسر يدك أو رجلك، وربما رقبتك، وبخاصة إذا أراد حسقيل أن يتخابث معك ويهز الحبل.. كان محمود، عندما يسمع قول أبيه (وربما تكسر رقبتك)، يتحسس رقبته، وبالكاد يبلع ريقه، ويضحك أخواه، في الوقت الذي تتبسم أم الخير، حليمة، التي نسب إليها هذا الوصف والكنية، بسبب تقدير إبراهيم والناس لها. استأذن أوسطهم وهو يوسف، والده وقال:
* أنا أيضاً، يا والدي، ألاعب الحبال أحياناً، أو ألعب عليها، ولم يحصل أن وقعت منها!. ـ قد تقع يوماً، يا ولدي، مهما كانت مهارتك في اللعب عليها.. أبعدكم الله، يا أولادي، عن شر اللعب على الحبال ومسلكها.. ان الابتعاد عنها خير من الاقتراب منها واللعب عليها، إذ ان كثيراً من الناس ممن امتهنوا اللعب على الحبال، بدلاً من اتخاذ مسلك آخر أكثر ثباتاً في الحركة، يجدون في نهاية المطاف ما يجعل توازنهم يختل ويقعون منها، وقد تودي بحياتهم.
قال محمود: * وماذا لو لاعبت شجرة متنقلا بين أغصانها؟! أجابه إبراهيم: ـ مع الانتباه إلى طريقة التصرف والمغامرة مع الشجرة، فإن التسلي مع الشجرة افضل، لأن عروق الشجرة في الأرض والشجرة عميقة الجذور، لذلك فإن صلتها بالأرض عميقة وراسخة، ومن تكون صلته بالأرض عميقة وراسخة يكون أكثر ثباتاً وأكثر حنواً، ولا يخون صاحبه، لذلك فإن الشجرة لا تخونك لو لاعبتها، أما الحبل فإنه في الهواء، وصلته بالأرض من خلال أوتاد فحسب، وليس من خلال ذاته.. لذلك لا يكون استقراره كاستقرار الشجرة، ولا يكون الأمان معه نهائياً.. وبخاصة لو اقتلعت أوتاده، وأنت تلاعبه أو تلعب عليه. سأل حسقيل أباه:
* هل الربّ الذي تحدثنا عنه موجود قبل أن يخلق الإنسان؟ وهل هو في السماء، يا والدي؟ ـ نعم، يا بني، ان الله، سبحانه، موجود قبل أن يخلق الإنسان، وقبل أن يخلق كل ما هو حولكم مما ترونه أو تلمسونه، بل ان الله، جلّت قدرته، هو خالق كل شيء، وخالقنا، وهو محيط وموجود حيث شاء. انبرى يوسف متسائلا: * وهل خلق الله «السخلة ( الماعز )» أيضاً؟
ـ نعم، يا ولدي، خلق الله السخلة أيضاً، هي وأمها وأباها، وخلق الحيوانات والأشجار والأنهار. هكذا أجاب إبراهيم ابنه الأوسط يوسف. كانت أعمار الثلاثة متقاربة، بفارق عام ونصف العام، أو ما يزيد أو يقل عن ذلك قليلا، بين كل واحد وآخر.. وكان عمر أكبرهم اثنتي عشرة سنة، ويأتي بعده أخواه متسلسلين وفق هذا التقدير. عاد حسقيل ليسأل:
* ولماذا لم يخلق الله إنسانا، بدلا من السخلة( الماعز )، يا والدي، مثلما تفعل أنت وأمي، حيث أراكما تتعاونان معاً لتغزلا أو تحوكا ثوباً عندما يهترئ ثوب أحدنا، لكن عندما تهترئ بردعة الحمار ينشغل في تسويتها واحد منكما فحسب، غالبا ما يكون أنت لأن برذعة الحمار أقل أهمية من ثوب إنسان، أليس الإنسان أهم من السخلة، يا والدي؟ فلماذا ينشغل الله عن خلق إنسان بخلق سخلة؟! يجيبه إبراهيم: ـ ان قدرة الله، يا ولدي، تحيط وتسع كل شيء، وأنها ليست كقدرة الإنسان، بحيث يضطر لأن يحسب لكل شيء يخلقه زمنا وزخماً قدرة بعينه، لذلك فإنه، سبحانه، في الوقت الذي يخلق إنساناً يستطيع أن يخلق إنسانا آخر أو جملا أو سخلة أو أيا من الكائنات الحية والنبات والأشجار.. ان الله قادر، يا ولدي،
أن يقول لكل شيء، وأي شيء: كن، فيكون. أما نحن بني البشر، فلأن قدرتنا محدودة، فإننا نضطر، إذا ما انشغلنا بأمر أو شيء ما، أن نؤجل الآخر إلى وقت يليه، أو ان يقوم غيرنا بما لا نستطيع أن نقوم به، عدا عن أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش من غير أن يخلق الله له المخلوقات الأخرى من حيوان ونبات، بعد أن خلق الأرض والماء والهواء، بل ان واحدة من آيات الله أن خلق الإنسان في أحسن تقويم وسط المخلوقات الأخرى، وجعله أرقى منها، ليعرف دوره في الحياة الدنيا، بعد ان يشكر الله لتمييزه عليها. وعندما يتدخل صغيرهم (محمود) سائلا:
* عندما تكبر السخلة (الماعز )، نشرب من ضرعها الحليب، أليس كذلك، يا والدي؟ يقول إبراهيم: ـ نعم يا ولدي، أحسنت. كان الجميع يتلقون، مع تلقي إبراهيم هذه الأسئلة، ريح كانون التي تخترق بيت الشعر محدثة صفيراً.. سمعوا معه رعدا يتخلله برق، يجعل الغنم تجفل مرئية، في مدخل بيت الشعر، حيث تكون جلستهم قبالته عادة. يقول إبراهيم: ـ اللهم اجعلها سنة خير، واحمنا من الصواعب.. وعاديات الدهر.. ويردد الجميع: ـ آمين.
انضرونا في الجزء الثاني
[img][/img][img] | |
|
setif19 المدير
عدد الرسائل : 259 تاريخ التسجيل : 26/01/2007
| موضوع: رد: اخرج منها ياملعون ..... اخر روايه للرئيس الشهيد صدام حسين الخميس مارس 01, 2007 5:30 pm | |
| شكرا جزيلا اخي الكريم واصل تحياتي | |
|
hakim788
عدد الرسائل : 189 تاريخ التسجيل : 06/04/2007
| موضوع: رد: اخرج منها ياملعون ..... اخر روايه للرئيس الشهيد صدام حسين الأحد أبريل 08, 2007 12:47 am | |
| | |
|