يمثل انهيار المباني والمنشآت إحدي الكوارث الأليمة للأفراد والمجتمعات وذلك لما يقترن بها من مآس وآلام اجتماعية واقتصادية.. تحدث الانهيارات لأسباب طبيعية مثل الزلازل والأعاصير أو نتيجة لعوامل من صنع البشر مثل عدم الالتزام بالمعايير الفنية والاشتراطات القانونية عند الاطلاع بأعمال التشييد والبناء أو التنمية العمرانية.
تعاني الكثير من دول العالم الثالث من مشاكل عديدة نتيجة الهجرة المستمرة من الريف إلي المدن والمناطق الحضرية. ونظراً لعدم قدرة الحكومات علي توفير وحدات سكنية ملائمة تواكب أعداد الأفراد والأسر المهاجرة. لذلك يلجأ السكان إلي توفير احتياجاتهم بعيداً عن الضوابط والاشتراطات الهندسية والفنية المطلوبة لبيئة سكنية وعمرانية صحية ومتجانسة. وهو ما نراه في الإسكان العشوائي والذي يفتقر إلي الخدمات والبنية الأساسية الآمنة.
مياه- كهرباء- صرف صحي- حدائق- خدمات عامة.. إلخ.
التصميم الجيد للمنشأ والذي يتناسب مع وظيفته ويتجانس مع ظروف الموقع والبيئة الطبيعية والاقتصادية المحيطة يعتبر مدخلاً هاماً لمنشأ يحقق الأمان والاستمرارية كما أن طريقة التنفيذ والقائمين عليه واحترافهم لمهنة التشييد وخبراتهم الممزوجة بالعلم والأمانة والتدريب من عوامل الحفاظ علي المنشأ بعيداً عن العيوب التي تعرضه للمخاطر والانهيارات إضافة إلي جودة المواد وأخلاقيات العمل!!.. كما أن صيانة المنشآت والمتابعة والمراقبة المستمرة للمباني تزيد من العمر الافتراضي للمنشآت وتقلل من الأخطاء البشرية التي تقف خلف انهيارها.
إن الكشف المبكر عن حدوث عيوب في المنشأ يساعد الفنيين والمتخصصين في أعمال البناء والتشييد علي حماية المباني ووقف انهيارها. ويعتبر التوصيف والتحليل العلمي والفني للعيوب الظاهرة والباطنة بداية صحيحة لطرح طرق المعالجة والأساليب الهندسية الملائمة للتنفيذ. كما أن العوامل الاقتصادية والتكاليف المطلوبة وعوامل الزمن والبيئة المتغيرة لها دور في معالجة الانهيارات.
الظروف البيئية والمناخية ودرجات الحرارة والرطوبة والأمطار والثلوج والأبخرة الموجودة في الجو تؤثر كثيراً علي طريقة وأسلوب إصلاح عيوب المنشآت وصيانتها لتوفير الأمان لها علي المدي القريب والبعيد.
عيوب المنشآت تظهر في صور عديدة مثل حدوث شقوق أفقية أو رأسية في الحوائط أو انحناءات وانبعاج في الجسور أو البلاطات أو الأعمدة أو الجدران. ويرجع ذلك إلي الصدأ في حديد التسليح أو نتيجة تعرض المنشآت لحمولات تتعدي معايير التصميم الإنشائي التي نفذ علي أساسها. لذلك فإن التوعية وسلوكيات استخدام المنشآت من الأهمية بمكان لحمايتها من التدهور.
كثيراً ما تعوق عمليات الإصلاح والترميم للمنشآت عوامل خارجية مثل وجود العيوب خلف ديكورات باهظة التكاليف أو حدوث عيوب في أسقف الوحدات السكنية. مما يستدعي معها إفراغ عدة وحدات علوية وسفلية أو أن يكون المنشأ مصنعاً به حركة إنتاجية مما يستدعي إصلاحه ضرورة إخلائه وإيقاف العمل والإنتاج. ولكن يبقي أن حياة الناس وتوفير الأمان لهم أهم وأكبر من أية اعتبارات أخري.
نوعية المنشأ وطبيعته وقيمته التاريخية والمعمارية والجمالية تؤثر علي أسلوب المعالجة والترميم. فالمناطق الأثرية والتاريخية والدينية "المساجد والكنائس والمعابد والأضرحة والمزارات" تتطلب خبرة كبيرة ودراية فنية وعلمية عميقة لحماية المنشأ والمحافظة علي طابعه المعماري وقيمته الفنية والتاريخية.