تعتبر شجرة الزيتون من الأشجار الملائمة لمناخ البحر المتوسط حيث تعتبر فلسطين وبلاد الشام الموطن الأصلي لتلك الشجرة ومنها انتشر إلى باقي دول حوض المتوسط. ويعتبر الزيتون من الفروع المهمة للزراعة حيث تبلغ مساحته حوالي مليون دونم وتشكل 85% من مساحة الأراضي المزروعة بالأشجار 40% من المساحة الإجمالية المزروعة بالمحاصيل الزراعية. وتساهم شجرة الزيتون من قيمة الإنتاج الزراعي حوالي 15-20% وتصل إلى 25% إذا كان الموسم جيداً.
لقد كان الزيتون مصدر دخل رئيس للمزارع الفلسطيني في سنوات ماضية. لكن ما نراه اليوم من تدني نسبة أسعار الزيت نتيجة عدم السماح للتصدير إلى الخارج وبالتالي تكدس أعداد هائلة جعل الأسعار تتدنى لدرجة أنها لا تفي بجهد وتعب المزارع. وعلى الرغم من هذا الوضع المتردي للمزارع من تدني أسعار الزيت وعدم السماح لتصدير كذلك عدم تمكن العديد من المزارعين الوصول إلى حقولهم نتيجة الحصار والإغلاقات والجدار الفاصل ورغم ذلك تبقى شجرة الزيتون في وجدان كل فلسطين ذات قيمة اجتماعية تراثية ارتبطت بالتاريخ والخير والبركة. لا يخلو بيت فلسطيني من زيت الزيتون لما له من فوائد عديدة اكتشفها العلماء وعرفها الإنسان الفلسطيني بخبرته الطويلة مع تلك الشجرة وثمارها. فالزيتون يحتوي على فيتامينات (أ،د،ب،و) هو يسهل عملية الهضم ويعتبر دواء لأمراض الكلى والإمساك.
وفي وموسم قطف الزيتون تتجلى فكرة "العونة" الأعمال تطوعية الشبابية الطلابية لمساعدة صغار المزارعين في قطف وجمع الزيتون وخاصة أن هنالك مناطق كثيرة أصبحت موضع احتكاك الجدار الفاصل مما يعطي ضرورة التجمع من قبل المزارعين القطف في فترة زمنية واحدة ليكون عوناً ودعماً أحدهما للآخر في ظروف أخذ المحتل يدمر الإنسان من خلال محاربة مصادر رزقه، وكانت شجرة الزيتون مستهدفة من قبل جنود الاحتلال. لذلك علينا أن نزيد اهتمامنا بالأرض سواء بالتواصل معها أو استخدام الأساليب الصحيحة التي تفيد الشجرة والمزارع معاً. فالتقيد بمواعيد القطف التي تحدده وزارة الزراعة على أسلوب علمي مهني من أجل مصلحة المزارع. فقطف الزيتون قبل النضج يؤدي إلى انخفاض في كمية الزيت. وبالتالي الموعد المحدد لصالح المزارعين ولا ننسى طريقة القطف حيث هنالك من يستعمل العصي وهذا يضر بحمل الشجرة للسنوات القادمة. كذلك طريقة جمع الثمار بحيث لا يعصر الجرجير مع باقي الزيتون، وطريقة نقل الزيتون أيضاً تلعب دور في الحفاظ على نوعية الزيت جيدة ، فعندما يتم نقله سواء إلى البيت أو من البيت إلى المعصرة يجب أن يتم وضعه في صناديق مهواة. بعد عصر الزيتون يجب أن نبتعد عن وضع الزيت في الأواني البلاستيكية حيث تتفاعل مع أحماض الزيت، ويفضل وضع الزيت في عبوات ستيل أو زجاجية وتخزن بعيداً عن الرطوبة أو الحرارة أو روائح كريهة لن الزيت يتأثر مباشرة بهذه العوامل